15 يونيو 2009

زوجتي شقراء وامي سمراء





سافرت الي زوجتي الجميله الشقراء وكانت امي في وداعي بدموعها وكلماتها يابني خليك هنا خليك وبلاش تسافر خليك معانا حيث الامان والدفء والاهل والصحاب والاقارب والعزومات واللمه والشله واصحابك وحبايبك واللقمه الهنيه يابني مهما كان مش هتلاقي احن مني يابني من خرج من داره اتقل مقداره يابني هنا هتلاقي حد يطبطب عليك ويسندك لما تقع يابني لو تعبت هنا هتلاقي اللي يعملك شويه شوربه ويسهر علي راحتك يابني رب هنا رب هناك منها لله بنت الكلب اللي هتاخدك مني انا خلفت وربيت وهي خدت علي الجاهز كل ده وانا زي الاطرش في الزفه كل عقلي مع الشقراء من كتر ماسمعته وشفته عنها ومنها ودعت امي بدموع متحجره سقطت وانا انظر من شباك الطائره وهي ترتفع رويدا رويدا ياتري هشوفك تاني ياامي وسرحت مع شريط حياتي منذ الابتدائي والاعدادي حتي تخرجي من الجامعه وسنه الجيش ومواقف كثيره وافراح واحزان وفشل ونجاح واخذت احدث نفسي ايه اللي بيحصل ده وانا مالي ومال الجوازه دي ماكنت في حالي مع امي هي بنت الكلب الشقرا عملت لي سحر وما سبب اندفاعي وتعلقي بها الحقيقه تقال حلوه بنت الكلب وجميله وبيضا
وجذابه ورشيقه المهم وصلت وفي المطار حيث تنتظرني الشقراء بروده ورائحه برفانات تمتزج برائحه اكل ورائحه الناس انفسهم رائحه لم اشمها في بلدي وانفاسي وقلبي يرتجفان فالانجليزيه مكسره ومتجبسه اتكلم معاهم ازاي دول وزاغت عيناي تبارك الله سبحان من خلق وابدع وصور ايه النسوان دي دول مش زي الحريم والبنات عندنا استغفر الله ايه يابو حميد اهدي كده وصلي علي النبي انت من اولها وتمر مضيفات تحس انهن تؤمات او نسخه مكرره نفس الجمال والطول والعرض ايه ده الفرق كبير فالمضيفات عندنا مش كده ليه التعين عن طريق المعرفه الام مضيفه يبقي البنت تشتغل مضيفه وخرجت من المطار ايه البرد ده وايه الشبوره دي ياربنا ده الهوا اللي طالع من مناخيري بيعمل دخان ولا اجدع حصان في الفجريه شكلي هموت من البرد والناس عادي ماشين وضحك واكل بطاطس ولا في دماغهم ولبس قصير فوق الركبه بركبه وانا بتكتك من البرد فينك ياماه شويه العدس ولا طبق الكشري ولا شويه الشوربه مع حته الكبده والقوانص وكبايه الشاي ابو نعناع وشد اللحاف عليك شويه يابني الدنيا برد ربنا مايحرمنا منك ياماه تعالي هنا وشوفي البرد كانت الحراره تلات درجات تحت الصفر اول مره اعرف الكلام ده قريت عنه وشفته في الديب فريزر بس وفي محطه القطار اكتشفت انها في المطار والفرق بينهم سلم كهربائي كانت هناك امراه حامل تقف وتريد ان تقطع تذكره فافسحت لها الطريق قال يعني شهامه مني فنظرت باستعجاب وكاني تنازلت عن حق لي بسهوله بدل ماتشكرني كانت ترتدي فوق ملابسها شال علي البطن لحمايه الجنين من البرد والسيقان كما ذكرت دائما فوق الركبه عرفت فيما بعد اهتمامهم بالطفل وصحته فبل ان يولد وممارسه الرياضه والسباحه لكل طفل وركوب الدراجه وتعليمه المحافظه علي الهدايا بغلافها وعلبتها وايام الاسواق التي تقام للاشياء المستعمله يقف بها الاطفال لبيعها بعدما شبعوا منها ولكنك تحسبها جديده لوجود الكرتونه والغلاف ويتعلم الطفل البيع والشراء منذ الصغر وفي سن معينه اجباري من المدرسه يقوم بتوزيع الاعلانات مع والديه او لوحده مقابل اجر ليتعلم الحصول علي المال من العمل ويتدرج في منظومه التعليم البسيطه وليست منظومه الجمل ليصل الي تعليم متوسط وعندما يصل الينا نطلق عليه الخبير الاجنبي مع انه حاصل علي دبلوم صنايع طبعا عندنا العيال اول حاجه يقطع الكرتونه وهو بيفتح الهديه وبعدين يلعب بيها وتاني يوم يكسرها وبعدين ياخد فلوس من ابوه للبلاي ستيشن والعسليه والشيبسي وطول النهار امام كابتن ماجد وسلاحف النينجا ويتدرج في التعليم حتي يتخرج من الجامعه ولا يستطيع كتابه اسم العائله بالانجليزي ومعلوماته عن بلده صفر سألتها عن موعد ولادتها قالت بعد سته وعشرين يوما وكانت رشيقه وجميله ونظيفه وكانها في الاسبوع الاول من الحمل ولا اعرف مالفرق فعندنا تحمل المراه ويتغير شكلها تماما انتفاخات في كل مكان ولا تطيق الحديث مع احد والوحم علي فواكه الصيف في الشتا وتحس انها تحمل في بطنها جنين وعلي اكتافها جبال مكه وشد انتباهي شقراء اخري لا نراها الا في الكليبات تحمل كلبا تداعبه وتقبله وتكلمه وتحس انه يفهم كلامها ابن الكلب المحظوظ وعرفت فيما بعد انهم يهتمون بالكلب وله طبيب ودوسيه خاص به واوراق وشهادات ميلاد ومدرسه وحلاق وفندق حتي الكلب اليتيم له مكان خاص واتذكر عندما حكي لي احدهم وقال ان صديقي الاول والاخير هو كلبي بعدما تركته صديقته واتذكر من جاء يوما حزينا وممسكا بباقه ورد وعندما سالته اجهش بالبكاء والسبب موت كلبه في حادث بعد سبع سنوات قضاها معا وكان ذاهب ليضع الورد مكان الحادث وتذكرت الكلاب في بلدنا كانت تضرب بالنار ويقذفها الناس بالحجاره ورايت عجوز تدخن السيجاره ولا اجدع عمده في بلدنا وعرفت فيما بعد انه شيء عادي وان العواجيز لهم مساكن وهناك من يقوم برعايتهم وتنظيم الرحلات والفسح لهم مثل دار المسنين عندنا ويركبون العجل ويمارسون السباحه وركبت القطار وكانه طائره كل شبابيكه سليمه ولا توجد كتابه علي الكراسي ولا اعلانات ملصقه ونظيف جدا ولا زحام ولا تحرش فعربات القطار تصل الي عشر عربات ولا باعه كبريت ولبان وبدله حماده والكمساري كانت امراه تطلب التذكره بكل ادب وتشكرك وعندما تسالها عن مكان او موعد تخرج جهاز وتقول لك الجواب تفصيليا نزلت من القطار كانت البلد كلها بيضا فالثلج يغطيها بقطن العروسه والحياه تمر بيسر وسهوله واشارات المرور احترامها في الواحده ظهرا مثل الواحده مساءا حتي من المشاه والجو بالرغم من برودته الا انني لم اصب بزكام ولم اري سحابه سوداء وذهبت للبوسطه وجدت الموظفين جميعا يقومون بكل الاعمال وتذكرت بوسطه العتبه عشرين شباك وكل شباك باتنين موظفين وعمل واحد وعرفت ان وقت الانتخابات تاتي لك بطاقه انتخاب وقائمه بالمرشحين في صندوق البريد وخبرك باقرب مكتب انتخاب والسيارات التامين عليها اجباريا ولا تجد خناقه عند حدوث تصادم والمستشفيات نظيفه ولا تجد من يقول لك اشتري القطن او هات معك سرنجه والكل مؤمن عليه اجباريا فحق العلاج وحق التعليم وحق الانتخاب وحق العيش كآدمي وانسان مكفول من الدوله وتشعر فعلا بمعني ولقد كرمنا بني آدم ومن ناحيه اخري تجد القبلات في الشوارع واشارات المرور والسوبر ماركت ومشاركه الكلاب لهم في السكن وبروده وانقطاع العلاقات الاجتماعيه بين الاسر وطغيان الماده علي القيم والروحانيات وتكتشف بعد فتره ان جمال الصوره ليس حقيقي وانه خارجي بلا طعم بلا روح وان العلاقات معظمها مصالح وان الضحكات ماهي الا ارجاع عضلات الوجه للوراء وان ما تكسبه من مال تفقده في ضياع سنوات من العمر بعيدا عن الاهل وعن الحنان وعن الامان الحقيقي وعن صوت الآذان فمهما حدث فكم تمنيت ان تكون مصر السمراء امي بجمال ونظافه ورعايه لابنائها مثل زوجتي الشقراء هولاندا هذا ماكتبته بعد شهرين من وصولي هولاندا من سنين

هناك 5 تعليقات:

د/محمدعبدالغنى حسن حجر يقول...

يا بنى قلت لك!!
ليس ما يتمناه المرء يدركه!!!
وكمان أمك ثم أمك ثم أمك
حتى ولو صارت مرات أبوك!!!

وينك يمّه !!!



من سنين واحنا بنغنى


مصر هى أمى


نيلها جوه دمى


شكلها فى سمارى


ضيّها فى ملامحى


حتى لونى قمحى


لون خيرك يامصر




دلوقتى بعد ما بقى الفساد عالى


ومية النيل بقة مية مجارى


والقمح بقى أمريكى واسترالى


ولونه أصفر وبرتقالى


بقيتى إنتى مرات أبويا يامصر




وبعدماالغلاعمّ كل قوت عيالى


والجيب بقى فاضى و خالى


والناس سمعت صراخ ولادى


ومراتى تزن على ودانى


بقيتى إنتى مرات أبويا يامصر




بعد مابقى النظام علمانى رأسمالى


ومبقاش يصعب عليه حالى


أو حتى بيرق ويسمع مر سؤالى


والقهر قطع كل أوصالى


بقيتى إنتى مرات أبويا يامصر




وبعد ما بقاش ملكنا غير السدالعالى


وكل شىء بقى فانى


وأمرى بإيد مستثمرعربى و إسرائيلى


والقرار بقاله فى حالى


بقيتى إنتى مرات أبويا يامصر




وبعد مابقيت عرّضه للقاصى والدانى


والحراميه بقوافى العالى


بيحتكروا وبيسرقواكل كنوزك ومالى


وتقولى عليهم دول عيالى


بقيتى إنتى مرات أبويا يامصر




بعد ما بقيت دايما خلف القضبان غايب


فى سجونك وسجون الحبايب


وبقى لكل كلاب السكك فى خيرك نايب


وشعرى الأسود بقى شايب


بقيتى إنتى مرات أبويا يامصر




بعد مابقى التوب الأبيض كلّه بالى ودايب


والرقع عليه نجوم تلالى


والخيط زينا فيكى بقى عات وكمان دايب


وأرضك مستباحه من شرم لحلايب


بقيتى إنتى مرات أبويا يامصر




ومبقنا ش نقدر نغنى مصر هي أمى


نيلها جوه دمى شكلها فى سمارى


ضيّها فى ملامحى حتى لونى قمحى


لون خيرك يامصر


وينك يمّه.... وينك يمّه... وينك يمّه


..............................

غير معرف يقول...

يعني التعليق عجبني جدا جدا ونساني ماكتبت ايه حكايتك كتر كلامك اليومين دول عن الضره ومرات الاب والتعدد ربنا يستر عليك ده شاش مش حقنه

غير معرف يقول...

والله الدكتور مخلاش كلام يتقال

امك ثم امك ثم امك

وبعدين ياباشا مره كارن ومره زوجتى شقراء

وتقولى انا بهدى النفوس ماشى خليها علينا المرادى

حنين

غير معرف يقول...

ايه النور ده يامرحب يامرحب خلاص ضاع الكلام بس حاسس انك شغاله مع الدكتور ومتفقين مع بعض ربنا يستر ويجعل ايدك خفيفه علينا في الحقن...استاذه حنين شرفتي المدونه،،،باشا

غير معرف يقول...

ياجن يامجنني انت يابناتك ياهولاندا